حكايات قديمة

الكوخ المسحور – من كتاب حكايات شعبية روسية/تولستوي

  • Old tales

كان أحد الفلاحين راكبا ومعه جرار. ففقد جرة.

فأصبحوا خمستهم يسكنون معاً.

جاءت الذبابة الغلبانة. سألت:

ومرَّ بهم الثعلب فسأل:

لمن هذا الكوخ؟ من يسكن هذا الكوخ؟ ولم تر أحداً. فطارت ودخلت الجرة.

– لمن هذا الكوخ؟ من يسكن هذا الكوخ؟

وسكنت فيها وعاشت هناك.

– أنا الذبابة الغلبانة.

وجاءت البعوضة الطنّانة فسألت:

– وأنا البعوضة الطنانة.

– لمن هذا الكوخ؟ من يسكن هذا الكوخ؟

– وأنا الفأرة القرّاضة.

– أنا الذبابة الغلبانة. ومن أنت؟

– وأنا الضفدعة النقّاقة.

– أنا البعوضة الطنّانة.

– وأنا الأرنب الأعرج. أدبُّ وأعرج.

– تعالي واسكني معي.

فمن أنت؟

وجاءت الفأرة القرّاضة فسألت:

– أنا الثعلب. في الحديث لا يُغلبُ.

– لمن هذا الكوخ؟ من يسكن هذا الكوخ؟

– تعال واسكن معنا.

– أنا الذبابة الغلبانة.

وجاء الذئب:

– وأنا البعوضة الطنانة. فمن أنت؟

– لمن هذا الكوخ؟ من يسكن هذا الكوخ؟

– أنا الفأرة القرّاضة.

– أنا الذبابة الغلبانة.

– تعالي واسكني معنا.

– وأنا البعوضة الطنانة.

فأصبحوا ثلاثتهم يسكنون معاً.

– وأنا الفأرة القرّاضة.

وجاءت الضفدعة النقاقة فسألت:

– وأنا الضفدعة النقّاقة.

– لمن هذا الكوخ؟ من يسكن هذا الكوخ؟

– وأنا الأرنب الأعرج. أدبُّ وأعرج.

– أنا الذبابة الغلبانة.

– أنا الثعلب. في الحديث لا يُغلبُ.

– وأنا البعوضة الطنانة.

فمن أنت؟

– وأنا الفأرة القرّاضة.

– أنا الذئب الأعظم. من مخبئي أهجم.

فمن أنت؟

– تعال واسكن معنا.

– أنا الضفدعة النقّاقة.

وأصبحوا سبعتهم يسكنون. والهم لا يعرفون.

– تعالي واسكني معنا.

وجاء الدب فدق الباب:

فأصبحوا أربعتهم يسكنون معاً .

– لمن هذا الكوخ؟ من يسكن هذا الكوخ؟

وجاء الأرنب فسأل:

– أنا الذبابة الغلبانة.

– لمن هذا الكوخ؟ من يسكن هذا الكوخ؟

– وأنا البعوضة الطنانة.

– أنا الذبابة الغلبانة.

– وأنا الفأرة القرّاضة.

– وأنا البعوضة الطنانة.

– وأنا الضفدعة النقّاقة..

– وأنا الأرنب الأعرج. أدبُّ وأعرج.

– وأنا الضفدعة النقّاقة.

– أنا الثعلب. في الحديث لا يُغلبُ

فمن أنت؟

– أنا الذئب الأعظم. من مخبئي أهجم.

أنا الأرنب الأعرج. أدبُّ وأعرج.

فمن أنت؟

– تعال واسكن معنا.

– أنا الذي على رؤوسكم البيت أهدم.

وجلس الدب على الجرة فحطمها على الفور. وفرّت الحيوانات في ذعر

من كتاب حكايات شعبية روسية/تولستوي

الأميرة واللؤلؤة

– أخذت هذه القصة من كتاب سرد الحكايات والقصص ( دليل تدريب)

  • Old tales

كان يا مكان في قديم الزمان بنت جميلة جداً، عيناها تلمعان، وشفتاها ذات لون أحمر، وينزل شعرها على ظهرها مثل نهر من الفحم، ولها جسم حلو، إضافة إلى ذلك كانت ذكية، تتكلم لغات مختلفة، وفنانة ممتازة، تعزف موسيقى بشكل رائع، كانت تعرف كل الكتب المقدسة، وإذا كانت هذه الصفات غير كافية، فقد كانت ابنه الملك، فهي محظوظة، بعض البنات لهن حظ كبير.
أراد الكثير من الأمراء أن يتزوجوا الأميرة التي تمتلك كل هذه الصفات والمواهب، وتوجهوا إلى الملك وقدموا له الهدايا الكبيرة والكثيرة، وللحقيقة لم تعر الأميرة اهتماما للرجال، أحيانا كانت تشرب معهم كوباً من الشاي، وأحيانا تتمشى في الحديقة معهم، وفي أغلب الأوقات تنظر إليهم من خلال الستائر وتقول لهم: ليس اليوم، لا أريد مقابلة أحد.

في يوم من الأيام رأى الملك شعرة بيضاء في مفرقه، ولاحظ التجاعيد الكثيرة في وجهه، تضايق الملك بسبب عدم وجود حفيد له. وقرر أن يطلب من ابنته أن تفكر بالأمر وتقبل بالزواج.
وذات يوم ذهب الملك عند ابنته وقال لها: ألا تفكرين في الزواج؟ فتضايقت الأميرة لأن والدها لم يكن يتدخل في شؤونها، وقد اعتادت الأميرة على أن تأخذ القرار الذي تريده، ففكرت كثيرا، وقالت: سأفكر في الأمر، أعطني ثلاثة أيام. وذهبت الأميرة مع صديقاتها، ولا أحد يعرف أين ذهبت، يمكن أن تكون قد ذهبت إلى جدول الماء ونامت، أو ذهبت لتأكل البوظة. على كل حال بعد ثلاثة أيام رجعت إلى والدها وطلبت منه أن يقترب من النافذة، وقالت له: هل ترى تلك التلة البعيدة هناك؟ وطلبت منه أن يبني لها قلعة حتى تعيش فيها، وأبلغته أنها لا تريد أن تتزوج، وأنها تحب أن تعيش وحدها. تضايق الأب ولكنه كان يحب ابتنه كثيرا ويحترمها ويحترم قرارها. فقام بعمل طريق تصل إلى تلك التلة وبنى عليها قلعة كبير هناك. عاشت الأميرة، ونقلت مكتبها وأدواتها وعاشت مع قليل من الخدم، وبدأت تدرس الهندسة وتبني تقنيات، وقامت بقراءة الكتب المقدسة. أميرة حلوة وتعيش وحدها في قلعة كبيرة، هذا، بالطبع، جذب الرجال نحوها بشكل كبير.

ويوماً بعد يوم أصبحت صفوف من الرجال تذهب إلى الملك وتهديه أغلى وأثمن الهدايا من أجل أن يتزوجوا ابنته، وبدلاً من أن تقل الصفوف ازدادت، فتضايق الملك وقرر أن يرجع إلى ابنته ويطلب منها أن تغير رأيها، ورجاها أن ترجع عن قرارها، ولكن الأميرة تضايقت لأن والدها كان قد وعدها بأن يحترم القرار الذي تتخذه. وقالت لوالدها: سأعطيهم فرصة أخرى. استخدمت كل اختراعاتها وبنت خمسة محاربين ميكانيكيين ووضعتهم على الطريق التي توصل إلى البرج الذي تعيش فيه في القلعة، وعملت بابا سريا للبرج وأغلقته، وذهبت وأبلغت والدها عن قبولها للزواج بالشخص الذي يتمكن من اجتياز المحاربين والدخول من الباب والإجابة عن الأسئلة التي ستسأله إيّاها.
وطبعا كانت الأميرة قد قررت أن لا تسهل الأمور، فقامت بتعليق قطعة طويلة من الحرير، واستخدمت كل مهاراتها التي تصل إلى مهارات الأستاذ، ورسمت عليها صورة لنفسها وعلقتها في وسط الساحة في البلدة.

أميرة جميلة في قلعة، لكن هل يعقل أن تكون تلك الأميرة الجميلة على هذا القدر من التحدّي، ودون أن نعرف كان هناك شاب جميل حمل السيف ومشى خطوة خطوة حتى وصل للمحارب الميكانيكي الأول فاعترضه المحارب الميكانيكي، وبدأ بالضرب ودارت معركة حتى مات الشاب، فأخذت الأميرة الرأس وعلقته على قماش الحرير حتى يرى الشباب الرأس ولا يقومون بالمحاولة.
ومرت الأيام وصار حول صورتها المرسومة على الحرير الرأس الثاني والثالث والرابع، وحينما صار ثلاثة أرباع الصورة محاطاً بالرؤوس، وصل شاب إلى المدينة ورأى صورة الأميرة، فوقع في حبها، ولم يقدر أن يبعد عينيه عن الصورة، واشتعل قلبه من حرارة الحب كالشمس في الظهيرة، وحينما بدأت الشمس في المغيب، وأصبح الجو بارداً ذهب ليسأل عن قصة الأميرة، فحكى الناس له الحكاية كاملة.
كان هذا الشاب كثير الأسفار، وكان قد التقى مرّة برجل حكيم، فقرر أن يرجع عند هذا الرجل ليستشيره. حكى الرجل الحكيم للشاب عن حيل النساء وحكمة الرجال، ومكث الشاب عند الرجل الحكيم سنة كاملة، يتعلم منه الحكمة، وقبل أن يغادر، أعطاه الرجل الحكيم الكثير من الهدايا، وقال له: “يمكنك أن تستخدم هذه الهدايا في الوقت المناسب”.

حينما رجع الشاب إلى المدينة كانت صورة الأميرة قد أحيطت بالكامل برؤوس الرجال الذين غامروا لخطبتها، فازداد التحدي في نفسه وخلع حذاءه وأخذ السيف، وتسلح بحبه للأميرة، وتوجه إلى المحارب الأول ومشى رويداً، خطوة بعد خطوة، طوال الوقت يسمع وينظر من خلال عينيه، تحرك يساراً ثم يميناً، واستدار أمام التمثال الأول، وضربه، ثم الثاني، فالثالث، والرابع، والخامس، ولم يكن هناك تمثال سادس، ومشى حتى وصل إلى البرج حيث كانت خادمة الأميرة تنظر وتراقب من بعيد، فذهبت إلى الأميرة وأخبرتها أن هناك شخصاً قد اجتاز المحاربين، وهو يقف عند البرج. تركت الأميرة كل عملها، ونظرت من خلال النافذة وقالت في نفسها: مظهره الخارجي لا بأس به، ولكنها كانت متأكدة أنه لا يمكن لأحد أن يصل  إلى الباب السري، وحينما رجعت إلى عملها سمعت صوت طبل فنظرت من النافذة، ورأت أن الشاب يدق الطبل ويدور حول البرج، من مكان إلى آخر، فلحقته الأميرة بنظراتها من نافذة أخرى، وفي لحظة ما حينما كانت تنظر إليه، رآها فقررت أن ترجع إلى عملها. كان الشاب يستمع إلى صدى دقات الطبل، فاكتشف الباب السرّي للبرج، ثم أخرج سكينه وحركه فوجد فتحة في الباب، فتح الباب بسكينه ودخل. رأته الخادمة وأخبرته الأميرة أن الشاب في انتظارها. في هذه اللحظة قامت الأميرة بتمشيط شعرها لتتأكد من أنها تبدو جميلة.

كان من بين الأشياء الموجودة عند الأميرة مخدة صغيرة مطرزة باللؤلؤ، أخذت الأميرة حبة من اللؤلؤ وخرجت من الغرفة، ونظرت إلى نفسها لترى أن كل شيء على ما يرام. في هذه اللحظة كان الشاب في الداخل، رآها ورأته فمدت يدها نحوه وقالت له: “ماذا تعمل بهذه؟” وأعطته حبة اللؤلؤ، استمر في النظر إليها وقال: ” من الممكن أن أعمل الشيء الكثير”، واستدار ورجع.

كان من شروطها أن يكون هذا الشخص الذي سترتبط به ذكياً، ذهب الشاب إلى المدينة، وبحث بين الهدايا الموجودة معه، وأخرج لؤلؤة شبيهة بلؤلؤة الأميرة، وعاد إلى القلعة، وأعطاها إياها، فقال لها هذه إجابتي على سؤالك.

فهمت الأميرة وابتسمت، وقد فهمت أن حبها سيقابل بحب لا يقل عنه. أخذت الأميرة اللؤلؤة ووضعتها في الهاون وطحنتها، وقالت للشاب: “ماذا تفعل بهذا؟” فطلب كأساً من الحليب، فجيء له به، فوضع مسحوق اللؤلؤ فيه وشرب، وطلب من الأميرة أن تشرب، فشربت، فرأى رقبتها البيضاء ورأى نبضها يدق في عروقها، ثم جاء بما رسب من مسحوق اللؤلؤة، ووضعه على ورقة، وحينما جف، أحضر ميزاناً ووضع مسحوق اللؤلؤ في كفة الميزان، واللؤلؤة التي لم تسحق في الكفة الأخرى، فتساوت كفّتا الميزان، فهمت الأميرة أن الحب الذي يريد تحطيم كبريائها لن ينقض شيئا، وهكذا دق قلبها، عند ذلك أخذت الأميرة خاتما ووضعته في يده، ونظر الشاب عميقاً في عينيها الجميلتين، وتراجع إلى الخلف. فوجئت الأميرة حينها أن الشاب رجع إلى المدينة، وراح يبحث في الصندوق الموجود عنده فوجد أجمل لؤلؤة يمكن أن تتخيلوها، كانت لؤلؤة خالية من أي عيب، كانت مثله تماماً، رجع الشاب إلى الأميرة وأخذ يدها ووضع اللؤلؤة فيها، وقال لها: “ماذا تعملين بهذه؟” فابتسمت الأميرة وقالت: “أعمل الكثير منها، ذهبت إلى الخزانة، وأخذت تبحث عن لؤلؤة كاملة وممتازة، وكانت تعرف أنها موجودة، وحينما وجدتها نظرت إلى اللؤلؤتين وذهبت إلى الشاب، ولكنه أخذ اللؤلؤتين، وتركها وخرج. كانت يريد أن يشتري خرزة زرقاء، ليصنع منها عقداً، ويضع اللؤلؤتين حول الخرزة حتى تحميهم من الحسد، ورجع إلى الأميرة بالعقد، فرفعت الأميرة بشعرها وألبسها العقد، أقدمت الأميرة عليه وابتسمت، وأقيم حفل الزواج في أسبوع كامل مليء بالمسرات وبأشهى المأكولات وبأهل الرقص والأغاني، وبرواة القصص أمثالنا.

*نماذج الحكايات التي تم التدريب عليها ومناقشتها خلال ورشات العمل.
أخذت هذه القصص من كتاب سرد الحكايات والقصص ( دليل تدريب)

حكايات عن عالم الجن والسحر

العصفور الأخضر – حكاها عمران مطعم

  • Old tales

في يوم من الأيام، خرج راجل لشط البحر زى عوايده، وسمع عصفور بيغني عجبه وخده على البيت. لما الناس شافوا العصفور عجبهم هم كمان، وسألوه: “إنت جبته منين؟”. قال لهم: “من بلاد بعيدة قوى”. فطلبوا منه يروح يجيب لهم عصافير زي عصفوره الأخضر اللي بيغنى. وافق وحضر نفسه للسفر، وخد معاه الزاد والزواد واتكل على الله. وهو ماشى في طريقه، قابله راجل عجوز وسأله: “إنت رايح فين؟” قال له: “رايح أجيب لهم العصفور الأخضر”. العجوز قاله: “شوف. قدامك 3 طرق. الأولانى: طريق ذقاوة اللى هيوصلك لبلاد براني وفيها حاجات خاصة بالعرب. الثانى: طريق ملول وهيوصلك لإسكندرية أما الثالث: فده طريق طن غازى، طريق المشقة”. الراجل قال له: “هو ده الطريق اللى أنا عايزه”. وفعلا مشى في طريق المشقة. وفي السكة، قعد يستريح شوية، لقى جنبه كلب. بص للكلب وقاله: “خلاص إنت دلوقتى بقيت صاحبى”. وأكله من الأكل اللى معاه. وفى ثانية بيتلفت ما لقاهوش. استغرب قوي. المهم بعد ما ارتاح، قام يكمل رحلته. وفضل ماشي ماشي 3 أيام. في اليوم الرابع وهو قاعد يستريح، لقى جنبه راجل. قال له: “إنت مين؟” رد عليه وقاله: “أنا الكلب اللى أكلته من كام يوم. وعلى فكرة، أنا مش إنسي، وجيت أساعدك زيما عطفت علي وأكلتني. قول لي بقى، إنت عايز تروح على فين؟” الراجل صاحبنا قاله: “أنا عايز أروح لبلاد بعيدة فيها عصافير خضر بتغني.

الجني قاله: “أنا عارف البلاد دي. تعالى اركب على كتفي وغمض عينيك وأنا هاوديك”. وفعلا، الراجل فجأة لقي نفسه في قصر كبير، مليان عصافير كتيرة بتغنى. قعد يلم فى العصافير، يلم فى العصافير. وخد بعضه وراح خارج. بس أول ما خرج، ندم إنه ما خدش معاه عصافير أكتر. قال: “أما أرجع ألملي شوية كمان”. وهو راجع جوة القصر، شافوه الحراس وسألوه إزاي دخل وهم معاهم المفاتيح. خدوه على ملك القصر.

الملك قاله: “لو عايزني أسامحك إنك دخلت قصري من غير إذنى، لازم تروح على بلاد بعيدة فيها فرسان واحصنة واللوكاف (سرج الحصان) من دهب وفضة. روح هناك وهات لي لو كاف دهب وفضة وأنا أديلك كل العصافير اللي أنت عايزها”.

الراجل خرج من عند الملك، ومش عارف يعمل إيه. لقى الجني قصاده، فحكى له على الحكاية.
الجني قال له: “ولا يهمك. أنا عارف مكان القلعة اللي فيها المطلوب. يللا اركب على كتفي وغمض عينيك”. وزي المرة اللي فاتت. لقى الراجل نفسه جوة القلعة، فقعد يلم الدهب والفضة. يلم يلم. وخد بعضه وراح خارج. بس أول ما خرج، ندم إنه ما لمش أكتر، راح راجع. قابلوه مين؟ طبعا الحراس. وطلبوا منه عشان يسامحوه ولا يسجنوهوش، يروح لبلاد بعيدة فيها أجمل بنت، بس هى رافضة تتجوز. وقالوا له: “لو عرفت تجيبها معاك، هنديك كل اللي أنت عايزه من الدهب والفضة”. خرج الراجل وهو محتاس، هيوصل للبنت دي إزاى، ويا ترى هي في أنهى بلاد. فجأة لقى قدامه مين؟ الجني. وحكى له الحكاية، قال له الجني: “ولا يهمك. أنا عارف السكة. بس كل اللي عليك إنك تركب على كتفي وتغمض عينيك. وكمان أو ما توصل، تدي للبنت هدايا كتيرة من الدهب والفضة اللي معاك”. وفعلا، في غمضة عين، الراجل لقي نفسه فى بيت أبو البنوتة.

فقال له: “يا عمي أنا غريب مش من هنا. وباعمل فضة ودهب ليهم العجب. ولو تسمح لي، أنزل عندك ضيف كام يوم. “أبو البنت أكرمه ووافق إنه يستضيفه. وحكى له كمان عن بنته اللي رافضة الجواز. راح الراجل إدى له أسورة فضة هدية لبنته. وتانى يوم، قال له: “إيه رأيك لو تجوزنى بنتك”. أبوها قال له: أنا عن نفسى موافق. بس لازم آخد رأيها. وراح سألها، قالت له: “موافقة. الغريب ده، بعت لي هدايا من قبل ما يشوفنى”. وفعلا إتجوزوا. وبعد الفرح بكام يوم، الراجل قال لحماه إنه عايز ياخد عرسته ويرجع لبلاده. لكن الراجل رفض وقال له: “شوف ما أقولك! دى بنتى الوحيدة، وما قدرش أسيبها تبعد عنى”. وعرض عليه، إنه يديه بيت تانى ويجوزه من واحدة تانية، لكن بنته تفضل جنبه. الراجل عمل نفسه موافق واتفق مع عروسته (بنت الراجل) إنها تروح له كل يوم بعد ما يخرج أبوها، وترجع بيت أبوها قبل ما يرجع، عشان ما يحسش بغيابها. وبعد أسبوع، قال لأبوها إنه خلاص لازم يسافر بلده. أبوها أتمنى له التوفيق، وراح يودعه لآخر البلد، على الحدود.

الراجل كان مخبي عروسته معاه في العربية. وأبوها كان فاكرها العروسة الجديدة. وما اكتشفش الملعوب إلا لما رجع البيت وما لقاهاش. فرجع جري يدور عليهم، بس ما لقاهامش، عشان الجني كان مستنيهم وخدهم على كتفه لحد القلعة بتاعة الدهب والفضة. الراجل قال للحراس: “آدينى جبت لكم البنت اللى كنتوا عايزينها، فين بقى الدهب والفضة اللى وعدتونى بيها؟” أدوا له كل اللى عاوزه. وبعدها طار هو وعروسته على كتف الجني بعد ما ضحك على الحراس. لما وصلوا قصر العصافير، قال للملك: “آديني جبت لك الدهب والفضة. ممكن بقى تدينى العصافير؟” الملك إداله كل العصافير اللى عايزها، بس هو برضه ضحك ع الملك وما سابلوش الدهب والفضة. وخد كل حاجة معاه ورجع فوق كتف الجنى هو وعروسته والدهب والفضة والعصافير على بلاد سيوة.

تمت

الست اللى حكت لنا الحدوتة دى، قالت إن العصفور الأخضر اللى بيغنى، هو الراديو. وبتقول كمان إن الحدوتة دى هى اللى عرفت أهل سيوة إن فيه بلاد تانية غير سيوة، وعرفتهم برضه على فكرة الجواز من الأغراب.

نوادر عم مالم
حكاها عمران

عم مالم كان راجل سودانى، خدته الدنيا ورسى بيه الترحال فى سيوة. كان معروف عنه إنه ليه كلمة ع الجان، ويفك الأسحار ويشوف الطالع. وكان صيته ذايع في كل سيوة.
في مرة، واحد سهران مية (بيسقى أرضه بالليل: عشان حصة المية للروية كانت وقتها بالميعادة)، كان محتاس ليلة عيد الأضحى، وعمال يلف فى أرضه بيكلم نفسه م الحيرة والهموم. عاليه ما عندهمش دبيح للعيد. ويقول لروحه: “يعنى أعمل إيه يا ربى؟ أسرق؟ استغفر الله العظيم”. وعلى فكرة، السرقة فى سيوة عيبة كبيرة جدا جدا، واللى يسرق ده، يتجرس جرسة ما لهاش زي. غير إنها حرام. بس العيبة فى سيوة ساعات تبقى أحرم م الحرام. فضل يفكر، وغلب حماره والهم راكب فوق كتافه. ماشي يجبيها يمين، يجيبها شمال، مش لاقي لها حل، فجأة شاف قدامه ضغنن عمال يجرى حواليه. بص كويس ما لقالوش صاحب. قال: “بس إنت جيت لى برجليك”. راح ماسكه وعفقه فوق كتافه ومشي وهو فرحان قوي إنه هيروح بدبيحة للعيال. بص لقى ديل الجدى عمال يطول يطول. بص للجدى وقال له: “كل ما تطول ديلك، هلفه.ومش هاسيبك الليلة دي، ده أنا ما صدقت لقيتك” الجدى يطول في ديله. والراجل مش خايف، ويلف فى ديله ومكمل ع البيت. راح الجدى قال له: “طب ودينى عند عم مالم”. الراجل استغرب إن الجدى بيتكلم، بس ما خافش. وقاله: “ماشى! هاوديك، بس يكون فى معلومك، برضه مش هاسيبك، وما تفتكرش إن عم مالم هيعتقك مني”. خد الجدي وراح على عم مالم. فسأله أول ما شافه: “إيه اللي إنت ماسكه على كتفك ده؟ سيبه قوام” قاله: “مش سايبه. أنا عايز دبيحة لعيالى في العيد. “المهم عم مالم فضل وراه لحد ما أقنعه يسيب الجدى بحاله. وأول ما سابه، عم مالم قال له بصوت غريب: “أطلب اللي أنت عايزه”. الراجل قال له: “مش عايز غير دبيحة للعيال”. عم مالم قال له بنفس الصوت الغريب” “أطلب اللي إتت عايزه”. والراجل يعيد نفس الكلام. عم مالم كرر جملته تالت مرة بالصوت نفسه. والراجل مصمم على طلبته. راح عم مالم قال له بصوته العادي: “طب خش الزريبة نقي الخروف اللى يعجبك”. الراجل دخل نقى خروف وخرج شايله على كتفه. عم مالم قال له: “أما إنك راجل فقرى صحيح. تعرف؟ اللي كنت ماسكه ده، ابن ملك الجن، وقعد يسألك تطلب إيه. لو كنت طلبت كنوز الدنيا، كان إدهالك في لمح البصر”. الراجل قال له: “ومين قال لك إنى عايز كنوز الدنيا؟ أنا مش عايز غير دبيحة لعيالى في العيد”. وروح وهو مبسوط. وعم مالم عمال يضحك ويقول: “لله في خلقه شؤون”.

فى مرة م المرات، اتجمعوا كام شاب وقالوا واحنا إيه اللي عرفنا إن عم مالم ده واصل؟ مش يمكن كداب؟ فاتفقوا يروحوا له فى المربوعة (المضيفة) ويشوفوا حكايته إيه بالظبط
دخلوا عليه:

– سلامو عليكو يا عم مالم!
– وعليكم السلام.
– هو احنا لو طلبنا منك اى حاجة يعنى، تقدر تنفذها؟
– أيوة
– طب عايزين ناكل
– تاكلوا إيه؟
– كسكسي باللحمة
– ماشى
فى لمحة، لقوا طبقين كسكسى كبار مرصوصين ع الشباك، سخنة ملهلبة ومليانة هبر لحمة. شلة الشباب عملوا ميعادين (حلقتين)، كل ميعاد حوالين طبق. قالوا له قبل ما ياكلوا: “يا عم مالم، نقول بسم الله؟” قال لهم: “قولوا”!
كلوا وشربوا الشاى. وبعدين سألوه:
– إلا يا عم مالم، هو الكسكسي اللى كلناه ده، جاى منين؟
– م المغرب.
– إزاي؟
أول ما قلتوا إنكم عايزين كسكسي، طلبته لكم م الجن، راحوا المغرب يدوروا عليه، فلقيوا فرح، والصبايا واقفين يغرفوا للمعازيم. فيهم اتنين نسيوا يسموا ع الأكل، راحو الجن خدوا الأطباق الفاضية وحطوها مطرح ما خدتوها.
خدوا الطبقين الفاضيين وحطوهم ع الشباك، فى ثانية اختفوا. سألوه تانى:
– راحت فين الأطباق؟
– الجن رجعوها مكانها عشان تتغسل، لجل الصبايا ما يتأذوش لو أصحاب الفرح لقيوا طبقين ناقصين.
خرجوا الشباب من عند عم مالم، وما عادوش يشكوا تانى في قدراته، وكمان بقوا زباينه، يقرا لهم الطالع والنازل كمان.

الداية “ثمون”
حكاها طاهر عبد الغني طاهر

كان ياما كان، كان فيه فى سيوة داية اسمها ثمون. وكانت فى الأصل من قرية أغورمى.
وفى يوم من الأيام وهى بتغسل الهدوم فى عين كليوباترا زي كل السيويين زمان، شافت سمكة، خدتها واكتشفت إنها حامل، فضحكت وقالت لها: “ندرن عليا لولدك على إيديا دول. ما أنا أصلي داية بنت داية وخالة أمي الله يرحمها كانت داية. آه ما أصل شغلتنا دي بالوراثة. “وكانت كل الستات اللى قاعدين بيغسلوا معاها فى العين ميتين م الضحك عالحكاية دى. المهم الداية سابت السمكة تنزل فى المية تانى ومشيت وسابتها. ومرت الأيام، وفى ليلة من الليالى جه كام ست يخبطوا على الداية وخدوها. مشيت معاهم لحد ما وصلوا لعين جوبة (كليوباترا). قالت لهم: “فين البيت؟” شاورولها عليه. بصت بطرف عينها على عين جوبة، ما لاقتش فيها ولا نقطة مية. الداية استعجبت!
المهم الستات قالوا لها: “تعالي ورانا وما تخافيش.” مشيت وراهم. نزلوا سلالم العين، نزلت معاهم. دخلوا مغارة، دخلت وراهم. وهناك لقت بيت، مليان ناس كتيرة. أطفال وستات ورجالة. دخلوها أوضة، بصت لقت السمكة الحامل ع السرير، وقالت لها: “إنتي مش كنتي وعدتيني إنك هتولديني على إيديكي؟ آديني على ولادة. يللا بقى، إوفي بوعدك والندر اللي عليكي.” فعلا، شمرت الداية دراعاتها وولدتها. السمكة جابت ولد. وقالت لها: “شوفي بقى! ما انتيش ماشية قبل السبوع”. هتقعدي معانا هنا معززة مكرمة، وما حدش فينا هيأذيكي. بس المهم، إنك لا تاكلي من أكلنا ولا تشربي من شربنا ولما تجوعي قولي لنا، واحنا هنبعت نجيب لك أكل من بيتك”. وعدوا السبع تيام.
ابنها وكل أهل سيوة لما اختفت أول 3 أيام افتكروها ماتت. وعملوا لها صوان عزا. وفي اليوم السابع، وفي نفس الساعة اللي عدوا الستات عليها عشان ياخدوها، رجعوها على بيتها وأدوها صينية كبيرة مليانة بالدهب. لما رجعت وابنها وأهل سيوة شافوها ما صدقوش عينهم. حكت لهم الحكاية من طقطق لسلامو عليكو، وعشان تبرهن لهم صدقها، قالت لهم كل أصناف الأكل اللي كلوها طول الأسبوع اللي كانت غايبة فيه عن بيتها. وبفضل صينية الدهب اللي رجعت بيها، بقت هي وابنها من أغنى أغنياء سيوة.

بوباليس
حكاها عمران

كان يا ما كان، كان فيه شلة عشرة، يعني مجموعة من العشير. والعشير ده هو اللي كان بيشتغل عند الغني بلقمته. وكانوا العشرة دول كلهم زقالة، يعني عزاب، مش متجوزين. اتنين منهم كانوا صحاب. وفي ليلة، اتفقوا إنهم أول ما الفجر يشقشق، يطلعوا على المراقي. وتاني يوم، فعلا خدوا أكلهم معاهم ومشيوا. لما وصلوا بلد بوباليس اللي ع الطريق من ناحية الملاحات، وصلوا لحتة مليانة جناين.
واحد م الإتنين قال لصاحبه: ” استنى لما أجيب شوية بلح نتسلى بيهم”. صاحبنا قال له: ” يا عم امشي، لسه هتنزل من ع الحمار وتتشعبط ع النخلة، يللا يللا، خللينا نلحق اليوم من أوله”. صاحبه قاله: ” ما تخافش، مش هنتأخر، بص!” وراح مادد إيده ناحية النخلة وهو فوق الحمار، إيده فجأة طولت ييجي 10 متر، وطالت السباطة. صاحبنا اترعب، وعرف إن اللي معاه ده مش صاحبه ده عفريت طلع له في صورة صاحبه. سابه في السكة وجري ع الطريق زي الريح وهو يترعش م الرعب. لحد ما وصل البيت. وفعلا، بص ع السرير لقى صاحبه لسه نايم مكانه. صحاه وقال له: ” شفت اللي حصل؟” وحكى لهم الحكاية. صاحبه قال له: ” إزاي ده؟ طب قوم قوام وريني ابن اللذين ده “. قال له: ” لأ خلاص، مش ممكن أرجع هناك تاني”. صاحبه شجعه، مش ممكن أرجع هناك تاني”. صاحبه شجعه، وقال له: ” ما تخافش بقى، ما أنا معاك أهه!”. المهم اتفقوا إنهم يروحوا تاني يوم في نفس الميعاد. وأهه يكون صاحبنا ارتاح م المشوار والخضة.
وتاني يوم الصبح، قاموا من بدري وطلعوا ع الطريق، ولما قربوا على مكان النخلة إياها، صاحبنا بص لزميله وقال له: “هنا”. صاحبه قال له: معقول؟ ومد إيده من هنا؟” قال له: “آه ولله!” ضحك وقال له: “إزاي يعني مش ممكن؟” صاحبنا حلف له تاني.
صاحبه قال له: ” أنا بقى عشان أجيلك حبة بلح، ممكن أعمل كده”. وراح مد رجله ع السباطة وجاب له بلح. صاحبنا فاق بعد ما سورق، ومن ساعتها مش راضي يكلم صاحبه تاني، لحسن برضه يطلع عفريت.

قصة حب عجيبة عن الست اللي معاها قلة الخير
يحكيها الشيخ/ناصر أبو زيد

في زمن من الأزمان كان عدد الرجال تلتين وعدد النساء تلت. فراح واحد اتكلم على واحدة، لكن ولاد عمها وقفوا له. وقالوا إحنا أولى بيها. ورفضوا يدوها للغريب. وفي آخر المتمة، اتجوزت الغريب. قعدت معاه سنة ولا اتنين، وبعدين مرضت والراجل الغريب كان بيحبها قوي. كل ما يدخل عليها يلاقيها بتبكي. وتقول له: ” خايفة أموت وانت تتجوز بعدي “. يقول لها: ” مش ممكن! ” تقول له: ما اصدقكشي. كل يوم نفس الموضوع. قال لها: طب أعمل لك إيه عشان أريحك وتصدقيني؟ ” .قالت له: ” تجيب دكتور وتخصي نفسك”. سمع كلامها عشن يريحها ويفهمها قد إيه بيحبها. مرت سنة، خفت هي وبقت كويسة. وابتدت تلومه وتعايره إنه مخصي. قال لها: ” ما انتي السبب “. استنت 5-6 شهور وقالت له: ” طلقني “. قال لها: ” بحبك وما قدرش أطلقك “. ولما كان من حقها الطلاق، طلبت الطلاق وطلقها.
راحوا له الحراس عشان يعرفوا وصفة راحة البال منه ويبلغوها للسلطان. قال لهم: انتو ما تعرفوش حاجة.
أنا أتعب واحد في البلد دي. قالوا له: إزاي دي الناس بتقول عنك كيت وكيت؟ قوال لهم: ما يعرفوش حاجة. وده كلام ماقدرش أقوله. صمموا إنه يحكي لهم: إحنا غربا ومش من هنا. فحكي لهم حكايته وعرفوا إن البنات اللي بيخدموه دول بنات طليقته ورئيس العمال. ضربوا كف بكف وسابوه وجريوا على السلطان.
قالوا له: أريح بال وأريح واحد في الدنيا.. آدي مشكلته.
الحكمة: لا راحة في الدنيا ولا نجاة من الموت ولا سلام من ألسنة الخلق.

مبروكة
حكتها الحاجة مبروكة

مبروكة كانت عيلة عندها 13 سنة، لما جوزوها راجل كبير عنده 55 سنة وكان مطلق 2 من قبلها. وقتها ما كانش للبنت أي رأي في جوازها. اتجوزت وراحت تعيش مع جوزها في جبل الدكرور. هو كان بعد الشغل يروح يسكر ويرجع يضحك معاها ويلاطفها. يقعدوا قعدتهم، وبعدين يسيبها تخرج مع البنات اللي في سنها، يغنوا ويرقصوا على الجبل تحت ضي القمر. وترجع مع البنات شايلة حزمة حطب فوق راسها زيهم وكلهم بيزغردوا وهم راجعين ترجع تلاقي جوزها نام م التعب والخمرة. تنام جنبه زي الملاك. ومش شايلة للدنيا هم. وكانت كل الناس مبسوطة وبالهم رايق. يحبوا الغنا والرقص. وياكلوا المخمخ والملوخية، واللحمة مرة واحدة في الأسبوع، وصحتهم بمب وعال العال. هييه كانت أيام!
مبروكة عاشت مع جوزها 7 سنين من غير خلفة. وفي يوم من الأيام، حست إن ملهاش نفس للأكل. ونفسها رايحة على اللمون والبتنجان المخلل. جوزها لما لقاها ما بتاكلش أبدا، خدها ع الدكتور. فبشرهم إنها حامل. وفعلا، خلفت أول بنت: هنوى. وبعدها خلفت زمزم وفاطمة. وبعد التلات بنات ما اتجوزوا، جابت كمان أحمد ويحيى. وكانت الحياة ماشية كويس لحد ما بقى أحمد عنده 3 سنين ويحيى سنة ونص.
وقتها، ابتدت تحصل حاجات غريبة. في يوم قعدت تدور على بنطلون جوزها ما لقتهوش. قلبت عليه البيت، إنها تعتر فيه؟ أبدا. وبعدها كمان، اختفت طرحة حمرا بتاعتها. برضه داخت عليها، وما فيش فايدة. وبعدين، ابتدت تحس بخنقة من جوزها وبيتها والعيال حالة غريبة بقت تحصل لها. من غير أسباب بقت مش طايقة البيت ولا العيشة معاهم. مش طايقة! كل شوية، تسيبهم وتهج. يجرى أخوها وراها ويرجعها بالعافية. شوية وتعاود تهرب. أخوها يشيلها من دراعها بالقوة ويرجعها. حست باليأس. مش فاهمة سبب اللى بيحصل لها. وليه مش طايقة عيشتها ولا راجلها بعد عشرة 25 سنة. وإزاى يجيلها قلب تسيب بيتها وولادها الصغيرين. تحاول تكمل وتستحمل الحالة اللى بتجيها. بس برضه ما فيش فايدة. فى مرة، ولعت فى هدومها، والنار مسكت فيها وحرقت رجليها. لحقوها فى اللحظة المناسبة. جوزها كمان بيحاول يفهم اللى جرالها. ويحن عليها ويساعدها، بس برضه مش نافع.
وفي ليلة م الليالي، جت لها الحالة، وراحت على العين عشان ترمى نفسها لجل ما تغرق وتخلص من حياتها. جوزها وأخوها خرجوا يدوروا عليها فى كل البلد. وفعلا، لقوها قاعدة مسهمة ومبحلقة فى المية. لحقوها قبل ما ترمى روحها وخدوها تانى ع البيت. بس ساعتها وهي قاعدة قدام العين، شافت إن فيه حد عامل لها عمل. وحكت لجوزها وأخوها اللى شافته. بعدها بكام يوم، وبعد ما حكايتها بقت على كل لسان، جالهم واحد بيعمل أسحار، وقال لهم إن ضميره معذبه، عشان فيه حد راح له من فترة بأترها عشان يعمل لها أعمال كتيرة. كتيرة قوى.
الراجل السحار طلب منها السماح، عشان يقدر يسامح نفسه. هو كان فاكرها ست مؤذية، بس بعد ما شاف إن عمايله هتأذى أطفالها الصغيرين اللى مالهومش أى ذنب، راح يتأسف لها ويستسمحها. ولما عرفها، صعبت عليه هى كمان. وقعد يفك فى عمل ورا عمل.
بس دول كانوا كتير قوى. فك اللى فكه، والباقى فضل زى ما هو، مش فاكر مدفون فين. قال لها: “خلاص سامحتينى؟” طب قول لى مين اللى كان عايز. “قال بحزم:” أنا مش فى حال إنى أقول مين”.
ردت عليه من بين دموعها: “خلاص. يبقى لما نروح للى خالقنا، يبقى هو يسامح اللى يسامحه. ويدى لكل حى حقه.”
وفضلت مبروكة مصممة على الطلاق من جوزها. ما هو كان لسه فيه أعمال ماتفكتش! المهم جوزها مالقاش قدامه بد غير إنه ينفذ لها رغبتها، وطلقها وهو قلبه واجعه على عياله. راح اتجوز بنت صغيرة وخلف منها هى كمان. بس كان كل ليلة يروح لمبروكة يقعد فى ساحة البيت، يلعب مع عياله لحد الصبح. وهى قافلة على روحها أوضتها، عشان هم متطلقين. كانت مبسوطة تصحى الصبح تلاقيه قاعد وسط عياله، تعمل له يفطر ويشرب الشاى ويمشي. مراته الجديدة كانت هتطق من مبروكة وعيالها، عشان ما كانش بيقعد ولا يبات عندها. وفضل الحال هو الحال، لحد ما الراجل ربنا افتكره. ودلوقتى مبروكة عندها 72 سنة ولسه عايشة فى بيتها مع ابنها أحمد ومراته فاطمة وولاده الحلوين. أما يحيى أصغر ولادها عايش في ليبيا وكمان أصغر البنات فاطمة برضه فى ليبيا. أما هنوى وزمزم عايشين فى سيوة مع أجوازهم وولادهم. ولحد النهاردة، مبروكة مش عارفة مين اللى عملها الأعمال. بس نقول إيه: هى الدنيا كده! فيها ناس كويسة وناس وحشة! وساعات تعمل خير، ما تلاقى غير الشر. بس اللي نيته وأعماله خيرة، ربنا بينجيه.

الكدب مالوش رجلين
حكاها الشيخ/ ناصر أبو زيد

كان فيه راجل راح اتجوز واحدة من قبيلة تانية. بسن لما عرفهم، حس إن مخ أهل القبيلة دى على قده. قلق عل خلفته، عشان كان معروف وقتها إن الولد بياخد سدس صفاته من أبوه، والباقي من أهل أمه. لكن ربنا خيب ظنه وابنه طلع نبيه زيه. فرح بيه. وف مرة قال لمراته: “شفتى بقى، ربنا كرمنا في الواد وما طلعش أهبل زي أهلك”. الست زعلت جدا، وقالت له: “إزاى تقول على أهلي هبل؟” وطبعا كل الستات بحبوا يطلعوا بأهلهم السما ولا يقبلوش عليهم كلمة. راحت اتخانقت مع جوزها. فقال لها: “ما تزعليش. بس لو مش مصدقاني، روحى اسأليهم على 4 كلمات، لو عرفوهم، يبقى أنا محقوق لك، وأبوس على راسك كمان”. وراح كاتب لها لغز فى ورقة، خدته وطلعت على أهلها. ابنها عرف بالحكاية، وكان حاسس إن أخواله مش هيعرفوا يحلوا اللغز، فقال لها: “قبل ما تدى لأبويا الحل اللى هيبعتوه، وريهولى، عشان لو حلهم غلط، نلحق نصلحه قبل ما أبويا ما يمسكها عليكى ذلة”. اتفقوا على كده، وهى راحت فى طريقها على ركوبتها، وهو كمل رعي الجمال زي عوايده. لما وصلت عند أهلها، أدتهم الورقة، واجتمعوا كلهم عشان يحلو اللغز. بس هى طبعا ما قالت لهمش على كل الحكاية، عشان ما يزعلوش من جوزها. المهم اتجمعوا وفتحوا الورقة.
أول سؤال: إيش أتقل شى: كلهم قالوا: الحديد
تانى سؤال: إيش أخف شى: جاوبوا: الغربال
التالت: إيش أحلى شى: كلهم ردوا: عسل النحل
الرابع: إيش أمر شى: الكل قال: الحنظل
الست فرحت بذكاوة أهلها وراحت واخدة الـ 4 كلمات حل اللغز، ورجعت على بلد جوزها. فى السكة كان مستنيها إبنها. وشاف الحل. قال لها: “كويس إنى قابلتك. طبعا حلوا غلط شوفى يا ستى، لما تروحى لأبويا، تقولى له، إنهم بعتوا معاكى الحل ده.
أتقل شى: لومة صاحبك عليك
أخف شى: لومة عدوك عليك
أحلى شى: لعب العيال حوالين أبوهم
أمر شى: شيل الاحباب فى النعش”
راحت لجوزها وادته الحل اللى إداه لها إبنها، وقالت له: “هاااه. إيه رأيك؟ إخواتى طلعوا هبل برضه؟” الراجل اتجنن. إزاى عرفوا الحل؟ سألها: “إنتى قابلتى الواد إبننا فى الطريق وانتى راجعة؟” لونها اصفر. بس قالت بسرعة: “أبدا. ما شفتوش”. قال لها: “أبدا أبدا؟ مالمحتيهوش حتى فى سكتك؟ “هزت راسها وقالت: “لا”. راح لابس طاقيته وطلع جرى قدام البيت واقعد يزعق ويصوت بصوت عالى جدا. راحوا ولاد عمه جم جري عشان حسوا إن فيه مصيبة عنده، وقالوا ينجدوه. قال لهم: “إبنى.. إبنى يا ناس مش موجود. مش لاقيه. حتى أمه جاية من أول البلد ما لقتهوش”. الأم لقت الحكاية هتكبر، وكل البلد هتطلع تدور على ابنها، راحت قالت له: “ما تقلقش على ابنك. أنا شفته وأنا راجعة. “جوزها ضحك، وقال لها: “يبقى هو اللى حل اللغز صح؟ مش اخواتك الهبل”!

لسانك حصانك
حكاها الشيخ ناصر أبو زيد

كان فيه زمان ست وراجل متجوزين، وعايشين فى تبات ونبات. الراجل كان حمق وعصبى، وما بيتحكمش فى أعصابه. كل ما يغضب من مراته، يرمى عليها يمين الطلاق. وبعدين يندم. ويردها. مرة فى مرة، حصلت الطلقة التالتة. الست ما صدقتش روحها. كده! ده كلام! بعد العشرة دى كلها، تلاقى نفسها طالقة بالتلاتة؟ هو طبعا ندم زى كل مرة. بس ماكانش عارف يتصرف. مراته وحرمت عليه. وفى نفس الوقت، مكسوف من عملته السودة. هو لسه بيحبها، ونفسه يكمل عيشته معاها. طب إيه العمل؟ اتفقوا مع بعض إنهم يخلوا حكاية الطلاق دي سر بينهم. يعيشوا مع بعض تحت سقف واحد، بس لا هو يقرب لها ولا هى تقرب له. يعيشوا زى الأخوات، وكل واحد فيهم ينام فى أوضة. وفضلوا ع الحال ده، قد سنة ونص. ولا من شاف ولا من درى. لحد ما فى يوم زارتهم أخته وقعدت معاهم كام يوم. وقتها لاحظت إن كل واحد فيهم بينام في حتة. خدتها على جنب وسألتها، فصارحتها بمصيبتها. راحت قالت لأخوها: “بس ده كمان ما يرضيش ربنا. لازم تروح تطلقها عند المأذون”. اضطر يسمع كلامها، وراح وهو قلبه بيتقطع. وخد معاه مراته، أو اللى كانت مراته. وهناك عند المأذون، قالوا له: “لو عايزها ترجع لك، لازم تتجوز راجل تانى (محلل)، ولما تطلق منه، ترجع لك وساعتها تصون لسانك وتحافظ على بيتك”. الست ما وافقتش ع الحل ده. ليه؟ لإنها كانت عارفة ومتأكدة إنها لو حصل واتجوزت راجل تانى، لا يمكن جوزها هيرضى يرجعلها. فقالت لهم: “خلاص يا جماعة. النصيب غلاب. مقسوم لنا نتطلق ونتفرق.
لكن أنا ماليش كيف أتجوز راجل غيره. وبما إنى حرمت عليه، ما فيش غير إنى أرضى بنصيبي”. وفعلا تم الطلاق وخدها على بيت أهلها بعد ما سابها وودعها، وخرج ع الشارع، سمع صوتها بتجري وراه. وقالت له: “أنا يعز علي إنك تعيش من غير جواز، أو إنك تقع فى حد ما يصونش عشرتك، عشان كده، أنا خطبت لك فلانة بنت فلان من كام أسبوع. روح لهم واطلب إيدها، وهم خلاص عندهم فكرة بس خلليك فاكر، إنى حبيتك وظلمتني، ومع كده، أنا ما همنيش وجريت وراك قدام كل الناس عشان أدلك على بنت الحلال، وأقولك: الله يسامحك. “الراجل الدمعة فرت من عينه وقال لها: “أنا اللى مش مسامح نفسى يا ريت تسامحينى”. وبعدها ما قدرش يتقدم للبنت إياها اللى طليقته خطبتها له. بس بعد كام شهر، راح واتقدم لها، وأهلها كانوا مستنيينه، وقالوا له: إحنا في انتظارك من ساعة ما زارتنا الست الأميرة اللى كانت مراتك. بس إحنا عندنا شرط. تصون لسانك ولا تعملش فى بنتنا زي ما عملت فى بنت الناس. وفعلا، بقى يمسك لسانه كل ما يغضب، عشان ما يظلمش ست تانية زي ما ظلم مراته الأولانية، اللي كان لسه بيجبها. وفضل يحبها ويحلف بحياتها. مع إنه خلف من التانية عيال، قلبه فضل مع الأولانية اللي ما كانتش بتخلف. وفضل محروم منها طول عمره. وكل ما يفكر يدعي لها، ويتمنى إنها تسامحه

حكاية العقال والجمال
يحكيها الشيخ/ ناصر أبو زيد

زمان زمان فى عصر الهلالية (سنة 600 هجرية) كان الشيخ زايد العجاج يسمع واحد يقول: الجود فى الموجود، يرد عليه واحد تانى: لأ، ده السر فى الجدود (يعنى أصل الجدود يا إما كرما أو بخلا) – قال الشيخ زايد: لا الجود فى الموجود ولا السر فى الجدود. ولكن الندى فى الجلود.
كان فيه ست أخوها ضرب واحد، فحكم عليه السلطان إنه يدفع 20 جمل غرامة أو يتعدم. والأخت دي كانت فقيرة. طب إزاي تنفذ أخوها من الموت. شار عليها واحد إنها تروح ع الشيخ زايد العجاج وتحكي له مشكلتها، وهو أكيد هيدفع لها الـ 20 جمل لأنه كان مشهور بالكرم. شدت الرحال وطلعت ع الشيخ زايد. أول ما وصلت سلم عليها وقعدها مع مراته. الست صاحبة المشكلة كانت مستعجلة تحكي حكايتها، لكن مرات الشيخ زايد قالت لها: تقعدي معانا 3 أيام الأول. وبعد ما نوفي حق الضيافة، تبقي تحكي لنا مشكلتك، إلا لو الأمر ملح وما يستناش. فطلبت تقابل الشيخ زايد. وافق إنها تجيله مع زوجته (ما كانش يقابل ست لوحده). ولما حكت له حكايتها، قال لها: اليلة ليل وبكرة ع الخير (يعنى نامي الليلة والصباح رباح) تانى يوم الصبح، ربط لها عقال وقال لها: شوفى إنتي تمسكي العقال ده وترميه وزي ما تيجي الرمية، هتكون الجمال اللى وصل عندها العقال من نصيبك. رمت الست العقال وكان نصيبها 40 ناقة ومنهم كمان ناقات شايلين (حوامل). ساعتها، بكى واحد من الرعيان واشتكى لابن الشيخ زايد العجاج، قال له: يا سيدي مش مهم تاخد اللي تاخده، بس فيه ناقة واحدة صعبانة علي. بتعطيني الحليب وباحمل عليها الدبش. فطلب ابن الشيخ زايد من أبوه إنه يرجع الناقة دي اللي بكى عليها الرعيان. قال له الشيخ زايد: اطلع أنت ورا الست وخد منها الناقة اللي عايزها. وبعد ما مشى، قال لمراته اللي هى أم ابنه خرج ورا الست: لو رجع بالناقة دي أو بالفرسة بتاعته لا يكون ابني ولا أعرفه. صرخت مراته وقالت له: بس انت اللي قلت له يروح يجيبها. قال لها: ده كان امتحان له.. قال الشاعر: كانك ياخى نادم ولا ندموك الرجال. زيد: لا انى نادم ولا ندمونى الرجال وبعد كام يوم، رجع الصبى ابن الشيخ زايد ماشى على رجليه. وقال لهم إنه ما قدرش يطلب الناقة من الست، ونزل من على فرسه، عشان أخوها يركبها لما يتفك سجنه. وقال لأبوه: صحيح اللي يجود بـ 40 ناقة، ما يرجع منهم ناقة. وقال الشاعر: خشينا بلاد الهند والسند وبلاد عربها يركبون الأفيال… لا أفرس من الزناتى خليفة ولا أكرم من زيد العجاج رأينا… ولما سألوا زيد العجاج ليه عملت كده؟ سألهم: كم عدد جمالي؟ قالوا 2000 أو 3000. رد عليهم: كل الجمال دي لن يكون لها ذكر، لكن الـ 40 هيدخلوا التاريخ.

حكاها عمران مطعم