حكايات الحرب

إنتر يا سمسم – أمل عمر

كان يا ما كان فى حديث العهد و الأوان، فى اسكندرية ولد إسمه مالك و أخته إسمها ثريا… ولادى. كانوا زى كل الأخوات اللى فى سنهم، طول الوقت يناكفوا و يناقروا فى بعض و يتخانقوا على حاجات عبيطة صغيرة، بس برضه كانوا بيحبوا بعض و يخافوا على بعض. صحيح إن مالك كان أصغر من ثريا بسنتين ، بس دايما يحكم رأيه و يعيش فى دور الراجل اللى كلامه لازم يمشى. ثريا تروح مكبرة و منفضة له وبرضه تعمل اللى فى دماغه

المهم.. من كام سنة، طنط إليزا اتصاحبت على مامتهم لما جت مع بعثة فرنساوية عشان ينقذوا آثار اسكندرية الغرقانة. و فى يوم، كانت لسه راجعة من أجازة فى بلدها و  جت تزورهم و معاها هدية. سى دى للبلاى ستيشن.. “ده جيم سحري. و لازم تلعبوه إنتو الاتنين.. و…” مالك و ثريا فرحوا و قاموا باسوها و شكروها ولسة هيجروا  على أوضتهم عشان يجربوا الجيم، قالت لهم: الجيم دع غير أي جيم لعبتوه. ده حتوتة وإنتو حتساعدوا أبطالها لما يطلبوا مساعدتكم، ساعات حتطلع لكو اختيارات، وساعات لازم تفكروا لوحدكو. . المهم عشان تكمل الحدوتة و تمشوا فى الجيم للخطوة اللى بعديها لازم تفكروا كويس، لإنكو لو اخترتوا غلط أكتر من 3 مرات، هتفضلوا واقفين مكانكوا فى الحدوتة وهتبقى مشكلة عويصة. هزوا راسهم وقالوا: فاهمين يا طنط. ميرسه بوكو.. وطيران ع الأوضة. وهناك طبعا قامت الخناقة إياها. إنتى مش قد الحاجات الكبيرة دى. و إنت ما ينفعش تلعبها لوحدك. المهم .. مالك اللئيم ، عمل نفسه موافق بس اقترح إنها (عشان هى البنت) تجرى تقدم حاجة ساقعة لطنط إليزا، و أول ما خرجت سهاها و فتح الجيم و داس على زرار الدخول (إنتــــر). و سمع صوت بيقول: إنتـــر ياااااااااااا قال فى سره: سمسم .. هاها باين عليها لعبة لذيذة. و فجأة اختفى من الأوضة

لما رجعت ثريا، دورت عليه ما لقيتهوش. بصت لقت الجيم مفتوح، فعرفت إنه كان ناوى يحلق لها و يلعب من وراها بس ماجاش فى بالها إنه دخل فعلا و اختفى جوة الجيم السحري. قالت بغيظ: كنت ناوى تضحك على و تلعب لوحدك؟ طيب.. أنا هاوريك! و راحت دايسة على زرار الدخول. و سمعت هى كمان صوت من الجيم بيقول: إنتــــــــر ياااااااااا *** فى غمضة عين، ثريا لقت نفسها فى مكان زى المغارة .. أوضة ضلمة. الأول ما كانتش شايفة حاجة خالص. و بعدين لمحت نور خفيف داخل من فتحة صغيرة فى الحيطة اليمين. مشيت بشويش.. و كل كام خطوة تلاقى فتحة تانية. اللهّ! ده فيه ممر ضيق جواه سلالم.. قربت ووقفت على أول سلمة و بصت لفوق. لقت السقف فيه دوارية مسدودة، زى ما تكون فتحة بير متغطية من برة. قعدت تتمشى و تتفرج على المكان الغريب ده. أي.. خبطت فى حاجة.. عامود جرانيت. و إيه ده كمان؟ عامود حجر و تاني و تالت..ولا واحد زي التاني.. اللى منحوت فوقيه زهر لوتس مفتح، واللي سادة خالص.. و اللي.. و اللي. بعد شوية حست إن فيه حد معاها فى المغارة. بصت كويس فلمحت فى آخر الأوضة مالك واقف بيترعش م الخوف. أول ما حس بيها ،جرى عليها. لسه هتقول له: يا غشاش!. قال لها بصوت واطى مرعوش: وطى صوتك .. هنا فيه عفريت، يللا نهرب بسرعة!! ضحكت و قالت له: لو كلامك صحيح زمانه هو اللى هرب من عفرتك. وبعدين مش عيب تلعب من غيرى يا غشااا؟ شـش.. بصي.. بصي هناك. مش شايفاه؟ ثريا دققت كويس و فعلا لقت عفريت مسمسم قاعد فى ركن المغارة. وجهه بيبى فيس بس باين عليه حزين قوي. مسكت إيد أخوها و قالت له: تعالى يا كبير يا سبع البرمبة.. خايف من إيه؟ ده جيم. لعب فى لعب. قربت ثريا م العفريت و هى بتجر مالك جر، أصله كان م الخوف بيهر هر. بصت للعفريت و قالت له: مساء الخير إحنااا .. قبل ما تكمل، العفريت المسمسم قال بصوت رن فى المغارة الفاضية: لولا سلامك سبق كلامك، لكنت ..كنت كنت .. مالك زغدها فى دراعها : مش قلت لك نهرب؟! ثريا مسكت إيده جامد و قالت للعفريت: كنت هتعمل إيه؟ رد عليها بصوت مخيف: كنت .. هااا هااا هاعيط.. و اتفتح فى العياط .. و صدى الصوت بيهز الأوضة (إهئ إهــئ إهـــئ..). مالك وشوش أخته : إيه الجيم الأهبل ده؟! ثريا شبت ع الآخر و طبطبت على ركبة العفريت، و سألته عن حكايته و اللى مزعله. قال لها و عينيه بتطق شرار: إيه يا ثريا! إنتى هتستهبلى ولا إيه؟ يعنى مش عارفة اللي مزعلني منك إنتي و مالك؟ مالك اتشعلق فى ديل أخته م الخوف. وثريا مصدقتش ودانها: إزاااى .. إزاى حضرتك عرفت أسامينا؟ العفريت المسمسم إتغاظ أكتر: إنتو مش سبتونى مرمي هنا لوحدى بقالى ييجى شهرين عشان تطلعونى م الصهريج ده؟ مالك همس: شهرين إيه و صواريخ إيه؟ بس قولوا لي إنتو اتسخطتوا كده ليه؟ مالك قال و هو بيتنفض: و الله يا عمو العفريت أنا أول ما دست الزرار (اتشفطت) جوة اللعبة. ثريا قالت: أكيد في سوء تفاهم و حضرتك فاكرنا ناس تانية. لأ، إنتى ثريا و ده خطيبك مالك و كنتوا هتساعدونى عشـــان أوصل لحبيبتى عروسة البحر. ثريا ضحكت: خطيبى إيه بس؟ ده أخويا الصغير. طب بس ماتقوليش صغير. مالك فجأة افتكر حاجة: يكونش قصده على جدو مالك و تيتة ثريا؟ كل الناس بيقولوا إننا شبههم تبن الأصل. فاكرة الألبوم القديم وصورهم و هم قدنا؟ وبعدين هما أكيد كانوا مخطوبين قبل ما يتجوزوا. بس ده من زمان قوى. و هو معلق على شهرين. ثريا قالت له: عندك حق، يمكن الـسنين عند العفاريت شهور!!. العفريت شخط فيهم: إنتو بتتوشوشوا على إيه؟ ثريا و مالك قشعروا م الخضة. ثريا بلعت ريقها وسألته: طب إحنا دلوقتى يا عمو سنة كام؟ قالها: إنتو اللى قلتوا لى 1911. ثريا طبطبت على كتف أخوها: برافو يا مان، يبقى فعلا قصده جدو و تيتة. بس يا عمو إحنا دلوقت فى 2006. مالك نفخ بزهق: يوووه! إيه التخاريف دي؟ على أيام جدو و تيتة ما كانش فيه بلاى ستيشن و لايحزنون؟ بصي.. ما ليش دعوة أنا عايز أروح لماما. ثريا افتكرت حاجة كانت تايهة عن بالها. فكرت أخوها بحكاية العفريت سمسم اللى بيدور ع القمقم، اللى كان جدو و تيتة بيحكوهالهم زمان؟ فاكرها؟ (مالك)مش قوي .. بس فاكر كشاش إن كان فيها إسمي و إسمك.(ثريا) تمااام! و الظاهر إنها ما كانتش حدوتة لإن كان فيه سابق معرفة بينهم بين عمو.. سمسم و شاورت ع العفريت اللي عمال يبص لهم هم الاتنين و مش فاهم أى حاجة. مالك قال لها: لا لا.. أنا متأكد إن طنط (إليزا) بتشتغلنا. قال إيه! جيم سحري و أي هرتلة! طب أنا بقى هاطلبها. و دور فى جيبه و طلع الموبايل. يوووه مفيش خط! فى اللحظة دي، سمسم مد إيده و خطف الموبايل و قلبه فى إيديه، إيه ده؟ مش هو ده القمقم!!.. بعد ده كله راجعين لى بـــ .. إيه ده؟ ثريا افتكرت كلام طنط (إليزا) عن الحدوتة و أبطالها اللى محتاجين مساعدة. و قالت له: عمو سمسم.. ممكن نعرف الحكاية م الأول؟ يمكن نقدر نساعدك

المهم الحدوتة ابتدت و الجيم كمان. الولاد فركوا إيديهم عشان يسخنوا للعب.. سمسم من صغره كان بيلعب مع التماسيح صحابه فى النيل. شقاوة و مقالب دمها خفيف. يستخبى منهم و يستخبوا منه. و خدتهم لعبة الاستغماية دى من غير ما يحسوا من أول منابع النيل للنيل الأبيض و الأزرق و بحيرة فكتوريا و كيوجا و ألبرت و بحر الجبل فى السودان و رافد عطبرة لحاااد ما وصلوا نيل مصر. وهناك لفوا فى كل ترعة و قناية و مجرى و مصرف و رياح و بير و عين و رافد. كل ما يلعبوا ، النيل يجرهم معاه فى سكته لحد ما وصلوا لكوم أمبو.. فجأة.. و سمسم مستخبي من التماسيح قرب الشط ، سمع مزيكة تحفة و كأن فيه احتفال كبير قوى. طلع راسه م المية و بص. لقى حتة نتفة موكب فرعونى.. آخر روشنة. مراكب كتيييــر و قدامهم كلهم مركب جامد موت .. واقفة عليه أجمل مزة شافتها عينيه. لابسة (ستوماك) فرعونى ألوانه تخبل و جيبة (لو ويست) شفافة بتهفهف مع الهوا. لما الموسيقى التصويرية سكتت ، المزة قربت من راس المركب و حطت إيدها اليمين على كتفها الشمال و إيدها الشمال على كتفها اليمين و بصت للسما و بعدين هوب رمت نفسها فى النيل. و هى بتقع طرطشت مية على وش سمسم.. و كانت دى أحلى طرطشة عرفها فى حياته

أول ما غطست فى النيل، حبها و هى كمان حبته، كده من أول غطسة.. بس اختفت فى المية و قعدت تعمل : بللووولم بللوولم. سمسم بص لثريا و مالك و زعق بعصبية: (آكشن) ثريا داست على زرار الغطس، راح سمسم غطس ورا المزة و حاول ينقذها. بس هى بصت له من بين دموعها و قالت له:ما تحاولش! مصر هى أمي . نيلها هو دمي. سمسم قال لها: يا دمك!! أمك مصر على راسي من فوق! بس ليه ترمي ضناها الرمية دى؟ ردت عليه: ما تقولش ليه رمتنا مصر، و قول هنرمي إيه لمصر. يا حبيبتى يا مصر يا مصر. سمسم قال لها: طب و حبنا؟ خلاص؟ فات المعاد؟ المزة فكرت شوية وقالت: إلا لو.. لو إيه؟ سألها العفريت بلهفة. إلا لو حابى أو إيزيس أصدروا فرمان يعتقونى (بأمر الحب). وصرخت العروسة: آكشن! بسرعة مالك طلب مساعدة حابى إله النيل اللى قال بصوته التخين: عروسة النيل من حق النيل. إرجع يااااا سمسم. مالك افتكر قانون اللعبة و ندم إنه ما فكرش كويس قبل ما ياخد الآكشن. ماهو طبعا، حابى هيحابى للنيل. ثريا زغرت له: مش فاضل لنا غير غلطتين. قال لها: سوري! إلحقينا إنتى بسرعة. فى ثوانى ثريا طلبت الاتصال بصديق: إيزيس.. آلهة الحب لقت الحل. عروسة النيل تتحول لعروسة بحر، و بكده ما تجوزشى للنيل. و فعلا بعتت إبنها حورس يستنى العروسة و يعمل اللازم و بعدين يخبيها فى اسكندرية عشان النيل ما يقدرش يوصل لها. فى الأول مالك و ثريا زقططوا فاكرين إن الموضوع اتحل.. بس الحقيقة إنه اتعقد أكتر.. ليه؟! لأن النيل أول ما عرف الحكاية، شق لنفسه طريق فى الأرض عشان يوصل إسكندرية و يدور على عروسته و يتجوزها قبل ما حورس يفركش له الجوازة. بس لما وصل، لقى الأرض صخرية، فقعد ينحت فى الصخر، لحد ما عمل لنفسه مجرى. و فضل ينده من تحت و يقول: (يا غاليين علي.. يا أهل اسكندرية) سمعوه، فحفروا هم كمان حفر بالطول وسط الصخر عشان يشوفوا الصوت ده جاى منين. لما لقيوا النيل، قالوا له: إحنا سمعنا عنك كتير. على طول دوقهم ميته: دى هدية بسيطة (لأجدع ناس). ردوا التحية: فرصة سعيدة قوي. تشرفنا!! الحقيقة بقى إن طعم المية كان تحفة .. جنان. أصل الرمل فى اسكندرية عمل زى الفلتر و صفاها وروقها ع الآخر. النيل القاروبة هوا حكى لهم حكايته.. “يا حرااااام.” صعب عليهم قوي، وصمموا يساعدوه. فاخترعوا سواقى و شواديف عشان يقب فوق الأرض و يعرف يدور على عروسته الهربانة. الحكاية اتعقدت ع الآخر. و سمسم بقت حالته حالة. بص للأخوات و قال بصوت مش طالع: (آكشن). مالك فكر فى حيلة مكارة. يخلى البحر يزق النيل من تحت الصخر، و تتلخبط ميتهم على بعض ، فيبقى طعمها حادق. بس قبل ما يدوس الزرار المرة دى، خد رأي أخته. وافقت و غمزت له: (إيه الحداقة دي)؟ و فجأة كل واحد يشرب م المية يقول للي جنبه: إيه الحداقة دي؟ المية حادقة كده ليه؟. ثريا حست إن الجيم العجيب ده، بيوصل كلامها للناس و يخليهم يتأثروا بيه. فقالت: الملح ده طعم دموع سمسم المسكين اللى بيعيط على عروسته. أصلها تاهت منه و هو بيهربها من النيل المفتري اللى عايز يتجوزها بالعافية. الناس سمعوا الحكاية وقعدوا يقولوها لبعض. و اتقسموا الاسكندرانية فريقين: فريق مع النيل و التانى مع سمسم . بعد شوية النيل تعب من المية المالحة و نهج من الطلوع و النزول ففكرفريق النيل إن يعملوا له استراحات سموها صهاريج. هو يستريح من المية المالحة وم المشوار و هم كمان يشربوا منها لما ما يكونش فيه فيضان. و بكده اسكندرية اتملت صهاريج أشكال و ألوان. الوالى يبنى 3 أدوار للناس و اللي المقتدر يبنى دور واحد لنفسه. النيل سرح فى الصهاريج بتاعته. قعد فى كل واحد شوية

أما سمسم فعجبه صهريج النباهنة فى كوم الدكة ولبد هناك. و مع كل فيضان، تتملى الصهاريج لآخرها، و الناس يشربوا من ميتها لحد معاد الفيضان اللى بعديه.. اتعودوا على كده! و مع الوقت نسيوا خالص حكاية النيل و العروسة و سمسم. و حتى النيل فقد الأمل إنه يلاقى عروسته و خصوصا لما سمع إنها خلاص بقت عروسة بحر و ناس من على الشط شافوها بتبلبط . اتقمص و من ساعتها أضرب عن الجواز! و مر وقت فى الجيم و الحال هو الحال. لحد ما مالك و ثريا داسوا على الزرار. (أكشن) بصوا. شافوا جدو و تيتة دايخين السبع دوخات على قمقم.. ما فيش! حتى فى زنقة الستات! برضه مافيش! قبل ما تمشى م الزنقة، تيتة افتكرت إنها عايزة تشترى مكحلة فضة هدية لحماتها. أول ما وريتها لجدو: قال لها، عفارم عليكى! آهى دى تنفع سمسم. شكلها تمام زى القمقم. خدوها و طاروا ع الصهريج عشان يبشروه. بس أول ما وصلوا، لقوا الصهريج مقفول و تقريبا مردوم.. سألوا الحراس: فيه إيه؟ قالوا لهم: الطاعون الملعون بيعدى الناس من المية المتخزنة هنا، عشان كده صدر فرمان بردم الصهاريج. كلها بقت مهجورة و سكنتها الحشرات و الفيران.. أيووووه يا جدعااان!! جدو و تيتة قعدوا يلفوا حوالين الصهريج يدوروا على أى فتحة توصلهم لسمسم، بس المكان كان مليان أكوام زبالة. و الوصول ليه كان استحالة. رجعوا و هم مغمومين و عنيهم م العياط وارمين! هنا بص سمسم لمالك و ثريا و سألهم: أمال إنتوتطلعوا مين؟ (هما) ولاد ولادهم. و بعدين اتفقوا معاه: استريح إنت شوية لحد ما نلاقى طريقة نخرجك من الصهريج. هندور فى الحيطة يمكن يكون فيه شباك نكسروه أو باب سحرى نفتحوه.. فعلا سابوه.. مسكوا إيدين بعض. الدنيا ضلمة قوى. مالك افتكر إن موبايله فيه أوبشن كشاف نور. ولعوه و قعدو يلفوا و يدوروا..لحد ما وصلوا السلالم اللى شافتها ثريا و هى داخلة. طلعوا واحدة واحدة .. مالك ورا ثريا. و لما وصلوا آخر سلمة ، وقفوا عليها و بصوا من تحت على غطا البير اللى فوقيهم. سكتوا خالص و اتصنتوا عشان يسمعوا أى صوت من برة.. بعد شوية سمعوا صوت زهر بيترمى على طاولة و حد بيقول: دش… ياعينى!!.. و رينى بقى يا حلو هتعمل إيه.. أديك بقيت فى خانة اليك! مالك قالها: سامعة؟ فيه حد بيلعب طاولة فوق.. صوت تاني: و عندك واحد شاى باللبن و صلحووووه.. ثريا قالت له دي قهوة بلدي.. سامع كركرة الشيشة؟ حاولوا يزقوا غطا البير اللى فوقيهم. تقيل قوى.. ما قدروش عليه. و هم لسه فى آخر السلم، ثريا كانت هتتزحلق فسندت بإيدها ع الحيطة ، لقت خرم جواها. فتحة قديمة. لما دخلت إيدها عشان تمسك كويس، لمست حاجات غريبة.. مالك جه جنبها يسندها و ينور لها. نبشوا مع بعض و طلعوا الحاجة يمكن فى آخر الفتحة يلاقوا شباك. شباك؟ دول لقوا منديل بأوية، و خاتم فضة عليه رسوم إسلامية، و عملة معدنية عليها وش خديوي عثماني.. و ما عرفش إيه من العصر الفلانى و العلانى وليفة و بكرة خيط وغويشة و فردة جزمة و حلق بدلاية و فنجان ما لوش ودان و نص كردان و حتة قماش و كشتبان.. و إيه ده كمان؟ ثريا صرخت م الفرحة.. بص يا مالك. مش دى لمبة جاز برضه؟ (مالك) ورينى كده؟ معقول؟ فعلا.. دي شبه مصباح علاء الدين! . ندهوا على سمسم .. ما سمعوش غير صدى صوتهم و شخيره. يا عينى فطص م التعب. نزلوا لحد عنده و صحوه عشان يطلع معاهم. لسه مدروخ م النوم. سمسم أول ما شاف المصباح، فاق و صحصح ع الآخر.. ده كمان اتنطط م الفرحة: قمقم..قمقم..!! و كان عايز يدخل جواه. ثريا قالت له: فات الكتير ما بقى إلا القليل.. تعالى دلوقتى ساعدنا فى زق الغطا.. عشان نخرج. .. مالك شال القمقم فى جيبه. و هم التلاتة: هيلااا هووب.. هيلااا هووب. الغطا مزرجن زرجنة!! فجأة مالك افتكر طنط إليزا. نجرب نطلبها تانى، يمكن الخط يلقط المرة دى؟(ثريا): ممكن برضه! إحنا هنا أقرب لسطح الأرض.مالك طلب النمرة. يا سلام!! بيرن.. أهى ردت: ألوو.. بونسوار طنط إليزا.. إحنا فى صواريخ الناس النبها اللي في كومي ..التختة و ثريا بتقول إن فوقينا كافيه بيئــة، و لقينا المصباح اللي.. آلووو .. آلوووو طنط (إليزا) آلووو .. أحـوووه..البطارية فضيت..!! ثريا قالت له: ياسلام!! دي الوصفة هايلة. تفتكر بعد العك ده كله هتعرف تلاقينا؟! إنسى يا عمرو.. !! الدنيا بقت ضلمة خالص. كحل. و حتى نور كشاف الموبايل راح.. مالك خاف م الضلمة و كمان خاف إن طنط (إليزا) ما تعرفش توصل لهم. ثريا طمنته: ولا يهمك، برضه هنـتصرف! أقولك؟ تعالى نغني عشان منخافش؟ نغني إيه..؟ مش عايز أغني ، أنا عايز أروح.. ثريا حضنته و قعدوا مع سمسم ع السلم و هى بتغنى: يا عزيز عينى ، أنا بدي أروح بلدي.. بلدي يا بلدي.. مالك ابتدى يطمن و حضن أخته و مسح دموعه و غنى معاها.. سمسم كمان، فكر فى القمقم اللى فى جيب مالك و غنى معاهم بحرقة.. صوته تخين قوى! الولاد ضحكوا و كمشوا فى حضنه متطمنين. حبة كده و ناموا هم كمان م التعب. بعد شوية مش عارفين قد إيه، صحيوا على صوت زحزحة و تزييق و ناس بتقول هو فيه إيه يا مدام.. إيه اللى بتعمليه ده.. بوظتى الدور. لحظة و نور ضعيف جه من فتحة البير.. النور قعد يزيد .. يزيد.. و اتفتح غطا البير و لقوا طنط (إليزا) بتبص لهم من فوق و الناس حواليها.. نزلت السلم و معاها بطارية. فرحوا بيها و حضنوها، و عرفوها على سمسم! سمسم بص لهم و قال: (آكشن بقى) مالك طلع اللمبة الجاز من جيبه وهو بيقول: يللا إنتر يااااا ….سمسم ما كدبش خبر و هوب راح ناطط فيها و حلف 100 يمين ما هو خارج منها إلا ع البحر

خرجوا كلهم للقهوة اللى فى ميدان سيد درويش. مالك و ثريا مسكو إيدين طنط إليزا و غنوا بفرحة.. يا عزيز عيني .. بلدي يا بلدي.. و الناس اللى قاعدين، مش مصدقين عنيهم.. و لا فاهمين اللى بيحصل. بس غنوا معاهم و صقفوا و هتفوا: مدد يا شيخ سيد !! كل ده و سمسم سامع الهيصة و التصقيف وبياخد السوكسيه من جوة القمقم. تانى يوم الصبح، جدو و تيتة و طنط (إليزا) و مالك و ثريا و ماما و أنا كمان معاهم رحنا على قلعة قايتباى و معانا سمسم جوة القمقم. بعد ما اطمن خالص و سمع صوت موج البحر، خرج راسه و باسنا كلنا واحد واحد وإحنا كمان بسناه ، و بعد الأحضان و القبلات و السلامات و الدموع و الابتسامات و الوداعات و التوصيات و الدعوات، مالك و ثريا ولادى، نزلوا ع الشط و حطوه بلمبته على وش المية. وقفنا نبص عليه كلنا و دموع الفرحة مغرقة وشنا. و بعدين فجأة مالك صرخ وشد إيدي و قال لي: بابا بابا بص.. بصوا كلكم.. شايفين اللي أنا شايفه؟ شفتوا ديل عروسة البحر فى المية! فعلا شفناه و بعدين لقينا سمسم بيشاورلنا بإيده و بعت لنا بوسة فى الهوا. ساعتها كلنا قلنا له: (آكشن) راح غطسان فى ديل عروسته و بقى فص ملح و داب. فى نفس اليوم بالليل، طنط إليزا عملت حفلة كبيرة لمالك و ثريا الأجداد و الأحفاد اللى بسببهم اكتشفت البعثة الصهريج المدفون تحت القهوة وبلغت به الأثار ، و قالت فى الميكروفون قدام الكل إن الحاجات اللي لقوها الولاد فى فتحة الحيطة هتتعرض مع باقى الآثار. مالك سألها: ماشي .. بس هتكتبوا إن إحنا الإخوات النبها اللى لقينا صواريخ النبها ؟ الكل ضحك و قاموا يقطعوا التورتة اللى كانت على شكل الصهريج و فوقيه قمقم متأيف.. و دي كانت نهاية الجيم و آخرة الحدوتة.. حلوة و لا ملتوتة؟