مدونة – مؤرّخون أطفال في برج البراجنة

“كان عمري 14 سنة لما طلعت من فلسطين. زوجي كان مع الجيش البريطاني و بعدن عندو الوثائق و الشهادات لإسا. وقت الضيافة : شاي. القهوة كانت قليلة جدا لأن العالم فقيرة. العرس: كان يكون يوم أحد أو جمعة. و يروحوا يعزموا الجيران و القرايب ( العائلة). يعملوا سكر لنزع الشعر, أهل العروس ينظفوها و المغرب ييجوا العالم يغنوا: ” يما يا يما لولا تبكي تبكيني نزلت دموعك على خدك حرقتيني رفايق بنتي تعوا لنودعها و احنا نودع و هي تسكب مدامعها” وقت العزومة عند أهل العريس كانوا يغنوا: ” ياما مشينا من بلد لبلد حتى أخدنا بنت أمير العرب، إحنا أخدنا العروس من بيّها يا بيّها يا سواعين الذهب” بقينا من الصبح, بعد العزومة ييجوا البنات و يعجنوا الحنة و يحنوا إيدها و شعرها و إجريها و أصابعها و تنام. تفيق تتحمم و تاني يوم يكون حفلة نزع الشعر. و لما يجي العريس ياخدها, يحطوا جهازها على صدور ( صدر) و الصبايا يحملولها الجهاز و يروحوا وراها. و يغنوا: ” حمّل الزين و حمّل الزين و شال يا جهازك يا بنتي حمّل أربع جمال تحت فيّ جهازك أيّل الحج و شال” وقت العيد ياخدو أهل العروس للعروس لحمة و حلو. كان زوجي ييجي كل جمعة من الجيش البريطاني عطلة 3 أيام, ممنوع أقعد بالبيت لحالي, لازم أروح عند أهلي. ولما طلعنا من فلسطين….”

قراءة المزيد

كانت هذه إحدى الشهادات الشفوية التي قام بجمعها مجموعة من أطفال مخيم “برج البراجنة” قرّروا أنهم لابدّ أن يوثّقوا التاريخ الشفوي لجدّاتهم وجدودهم قبل أن يرحل الجدود والجدّات إلى الجنّة وتختفي حكاياتهم معهم، مخيّم برج البراجنة من أحد أشهر وأكبر مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وفيه الكثير الكثير من الحكايات التي تنتظر فريق المؤرّخين الشفوين الصغار ومدونتهم، والتي يفتتحونها كالآتي:

 “نادانا تاريخنا فلبينـــــاه….. و ها هي كلماتُنا في هذه السطورِ تحاكي أرضنا و شعبُنا…. حباتُ رملٍ نثرتها الرّيحُ و تبعثرت في أرجاءِ العالمِ, فوحّدت رُوحَنا و شبكت أيدينا, و ركّزَت أنظارِنا عليك يا أرضنا الغاليةَ….فـــلـــســـــطــــيـــن.. التي مهما بعدتنا عنكِ المسافاتُ قرّبنا نسيمُ أحرفٍ تتبعثُر في كلِ جزءٍ من فكرِنا و جسدِنا و روحِنا.. فما نحن بعيدون بل إليكِ أقربُ أقربُ كل يومٍ…. سنظلُ نكتبُ لنهديك كتاباتنا يا فــــلـــــســــطــــيــــن………. نتقدّمُ بجزيلِ الشكرِ لكلِ من ساهمَ في إنجازِ هذا المشروع من أجدادِنا … الذين لولا مساعدتهم لنا لما تمكنّا من نجاحِ هذا العمل… كما نتقدمُ بالشكرِ الخاصِ ل د. روز ميري صايغ و السّيدة خلود حسين و السيدة بشرى مغربي و السيد محمود زيدان و السيدة حسنةمقداشي و كلّ الشبابِ الّلذينَ ساهموا بهذا العمل: فرح شحادة سماح حسين ايمان الحاج حسن فرح وعرية نايفة حسين ندى شحادة محمد مصطفى مصطفى خليل هبة فطوم وليد فطوم؟