dsc06067

الفكرة والمفاهيم

قالت فتاة من بيروت في السادسة عشرة من عمرها “أنا مكوّنة من قصص وحكايات وليس من ذرات” هذه العبارة تعكس وتجسد روح ما ننوي عمله

فالقصة أو الحكاية هي المكون الرئيسي للحياة والإنسان والثقافة والمجتمع، وهي المكون الرئيسي للفكر والتواصل ،وبالنسبة لنا كعرب، تشكل” القصة/ الحكاية “إحدى  الأدوات الرئيسية في تحرير خيالنا وفكرنا وإدراكنا وتعبيرناعلى كافة الأصعدة وإن كانت  الدراسات العلمية والأكاديمية والتحليلية والإحصائية تضع الإنسان في صناديق فكرية وإدراكية مشوِّهة حتى وإن دعت لذلك الحاجة أحيانا

ربما يكون التحدي الأكبر هو كيف نتعامل مع الحكاية والقصة بطريقة لا يمكن تجييرها لتخدم القيم المسيطرة والمنطق السائد، أو على الأقل يكون من الصعب جدا القيام بذلك، فنحن نلاحظ في الآونة الأخيرة تزايد التركيز على القصص وعلى أهمية التعبير عن الخبرات في مختلف الأوساط، وبشكل خاص ضمن فلك المنطق السائد والعلاقات والإدراكات القائمة ، فالمكون الرئيسي في برامج التلفزيون، مثلا، هو القصة. وتمثل هيمنة التلفزيون على الفكر والإدراك وتعد حاليا أكبر خطر على الثقافات والمجتمعات والناس ، كذلك الحال بالنسبة لكثير من البرامج الحالية للشباب وغيرهم، فهناك تشديد على التعبير عن الخبرات ووضعها على شكل قصص

لذا، يصبح السؤال الجوهري لدينا عندما نتكلم عن القصة في مجموعتنا
هل نتكلم عن نفس الشيء أم عن مخلوق آخر؟
وإذا كنا نتكلم عن مخلوق آخر،كيف نضمن أن لا يُجيَّر هذا المخلوق لمصلحة المنطق السائد ؟والعلاقات والإدراكات القائمة والذي يشكل نمط الاستهلاك والهدر في العيش والفكر جزءا هاما منها
بماذا يتميز تعاملنا مع القصة بحيث تُخرجنا من الأطر الجاهزة؟