المنهج الخفي الذي يحرّم الفنون

المنهج الخفي الذي يحرّم الفنون

السبت 5 أيلول/ سبتمبر 2015

جاليري رأس العين

قدمت الناشطة الثقافية سمر دودين طرحاً في مقال بعنوان “المنهج الخفيّ الذي يحرّم الفنون” يوضح أن “المنهج الخفي” هو “منظومة ثقافية دوجماتية، يتم تداولها وتعليمها للنشء بطرق غير معلَنة. وهو يؤكد، في المدرسة والجامع والمنتديات الثقافية، على أحادية مؤسفة في النظر إلى الذات والآخر. وبالتأكيد، فإن استبعاد الفنون والفلسفة والدراسات الثقافية من مدارسنا، والكثير من مراكزنا التنموية، ما هو إلا أحد مظاهر هذا المنهج”.

وتلاحظ دودين أنه وبالرغم من أن المادة الرابعة من قانون التربية والتعليم لسنة 1994 تنص على أن أحد الأهداف العامة للتربية في الأردن هو “تذوق الجوانب الجمالية في الفنون المختلفة وفي مظاهر الحياة”، إلا أن أي قارئ مطّلع على مناهجنا يعرف تمام المعرفة أن عملية التذوق الفني شحيحة؛ إذ يشكل منهج الفنون نسبة 1 % فقط من المنهج الكلي في الأردن.

ويشير د.ذوقان عبيدات في دراسة ملهمة ومهمة، إلى أن الأصول الداعشية في المناهج الأردنية هي “غياب ما ينمي الدماغ، بسبب وجود الكتب والامتحانات ذات النمط السردي التلقيني، إضافة لتغييب الفن والموسيقى والشعر والعاطفة والحب والذوق عن المناهج، وهو أمر مقصود”.

وبالنظر إلى التغييب المقصود للفنون في نواحي الحياة اليومية كافة، وغياب الدعم الوطني لها، صار لزاماً أن يُفتَح باب الحوار على مصراعيه حول هذا الموضوع من أجل كشف الخبايا وطرح الأسئلة بشكل واضح وصريح، ووضع المجتمع والمسؤولين أمام مسؤولياتهم. فلماذا لا نجد الموسيقى والفنون التشكيلية وصناعة الأفلام والفنون الأدائية -التي تتضمن المسرح والموسيقى والرقص- جزءاً أساسياً من المنهج والحصص الصفّية؟ لماذا لا يتم التركيز عليها في عملية تكوين المعلم، ولا توظَّف كوسائط تعلُّم فعّالة في تطوير اتجاهات الطلبة وقدرتهم على التأمل لخلق معرفة جديدة أكثر انفتاحاً؟ ولماذا تَمنع مدارس كثيرة، بشكل غير معلَن ومن دون أيّ ضجيج، تعليم الموسيقى بوصفها من المحرمات، وأن الفنون بشكل عام، والموسيقى والمسرح والرقص بشكل خاص، تحرك الشهوة وتثير المتعة، وتدفعنا جميعاً نحو الهلاك الأخلاقي؟! ولماذا لم تتصدَّ وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة لمثل هذا الخطاب الرجعي الذي يؤسس لفكرٍ ظلامي كالذي كان سائداً في العصور الوسطى، حين كان يُنظَر إلى العلماء على أنهم سحَرة، وإلى الفنانين على أنهم مشعوذون؟! لماذا انحسر الدعم الوطني للقطاع الأهلي العامل في الثقافة والفنون؟ ولماذا لا يوجد أيّ مخصصات من وزارة التربية والتعليم للمبادرات التعليمية الفنية/ الثقافية خارج إطار المدارس؟ وكما تساءلت الباحثة دلال سلامة في دراسة لها حول المناهج المدرسية: “هل نريد مواصلة إنتاج أجيال يُقال لها إن كل من ليس مسلماً سيذهب إلى النار؟ لأن كتب المدارس، وإن لم تتبنَّ المقولة السابقة صراحةً، تفعل ذلك ضمناً، عندما تنغلق على رؤية وحيدة للعالم، وتحكم بالضلال على كل ما عداها، حتى من دون عرضه”.

سنسعى في هذه الندوة إلى طرح هذه القضايا كافة من خلال أبحاث ودراسات متعمّقة، وفحص النماذج المحلية والإقليمية الملهِمة التي قاومت هذه التوجهات، وذلك من أجل تأسيس تحرك مدني شجاع طويل الأمد وعنيد، للمطالبة بإدراج الفلسفة والفنون كمساقات جوهرية في العملية التربوية، ولدعم المبادرات الفنية والثقافية خارج إطار المدرسة كجزء أساسٍ من عملية التعلّم التي يمر بها الأطفال والشباب في المجتمع.

البرنامج

الجلسة الأولى 10:00 – 11:30 : المنهج الخفيّ الذي يحرّم الفنون

المتحدثان:

ستتحدث الأستاذة سمر دودين عن الآلية التي يتم فيها تغييب الفنون في المدارس والجامعات وكيف أنه وبالرغم من مرور مئات السنين على مشروع ابن رشد التنويري إلا أن المنهج الخفي استمر في نخر العملية التربوية.

سيتحدث د. ذوقان عبيدات عن الجمال والفن في ثقافة وزارة التربية و قيمها، ما يصل الى الطالب من المنهج الرسمي وكيف نقلل أثر المنهج الخفي، وكيف يتم توظيف داعشية المنهاج الرسمي في ثقافة المعلمين.

استراحة 11:30 – 12:00

الجلسة الثانية 12:00 – 13:30: حملات تحريم الفنون في الفضاءات العامة

المتحدثون:

ستعرض الأستاذة دلال سلامة بشواهد عملية عن جذور رفض التنوع في النظام التربوي في الأردن، وكيف أنها تذهب أبعد من رفض الآخر المختلف دينيا إلى رفض كل آخر. وهي تفعل ذلك من خلال تعظيم الذات، مقابل شيطنة المختلف، في بعض المواضع، أو تغييبه في مواضع أخرى.

سيعرض الأستاذ وسيم الكردي لتجربة مركز القطان للبحث والتطوير التربوي في نسج علاقة عضوية بين التعليم والفنون وكيف يتم توظيف الفنون في المناهج.

سيتحدث د. مروان المعشر عن افتقار مناهجنا وطرق تدريسنا للتفكير النقدي واحترام الاراء المختلفة ومكونات المجتمع المتعددة، وويربط ذلك بتطوير مفهوم حداثي للمواطنة الحاضنة للتنوع والفنون والفلسفة والموسيقى.

استراحة 13:30 – 14:00

الجلسة الثالثة 14:00 – 15:30: مقاومة الإخفاء الممنهج للفنون

سيتحدث د. منير فاشه عن رؤية في تعديل المناهج للصفوف الابتدائية الأولى لتصبح مرتكزة بشكل رئيسي على الفنون.

عرض لمبادرات فنية أهلية مقاومة.

نقاش عام.

عن المتحدثين (مع حفظ الألقاب):

مروان المعشر: وزير خارجية سابق و نائب رئيس مؤسسة كارنغي، كاتب صحفي و ناشط سياسي.

ذوقان عبيدات: مندوب الأردن في اليونسكو باريس، مستشار تطوير التعليم في السعودية و دول الخليج. وله عدة مؤلفات تربوية.

سمر دودين: مخرجة مسرحية وناشطة ثقافية ومديرة مؤسسة رواد التنمية.

وسيم الكردي: شاعر وكاتب ومدير مركز الفطان للبحث والتطوير التربوي، فلسطين.

دلال سلامة: عملت معلمة لغة عربية في وزارة التربية والتعليم 13 سنة، وتعمل حاليا محررة في مرصد مصداقية الإعلام الأردني التابع لمعهد الإعلام الأردني.

منير فاشه: تربوي فلسطيني له العديد من الكتابات حول أهمية تغيير الأنماط السائدة في العيش والفكر والتعامل والتي تشكل خطرا على التعليم وتؤثر فيه.

http://royanews.tv/news/55450

روابط لمقالات متعلقة بالموضوع وبعض كتابات المتحدثين:

المنهج الخفي الذي يحرم الفنون، سمر دودين

www.alghad.com/articles/884244-المنهج-الخفي-الذي-يحرم-الفنون

داعش في المساجد وكتب المدارس، دلال سلامة
http://www.7iber.com/2015/02/isis-mosques-school-books-jordan/

المناهج المدرسية المعدلة والتطرف: أغلفة جديدة لكتب قديمة، دلال سلامة
http://www.7iber.com/society/extremism-in-new-school-curricula/

ترجمة بالإنجليزية للمقال السابق:
http://www.7iber.com/society/the-new-school-textbooks-and-extremism-new-covers-for-old-books/

مقال عن خطط التطوير التربوي في الأردن.
http://www.7iber.com/2013/02/education-development/?utm_source=yarpp&utm_medium=post&utm_campaign=related

دراسة تحليلية: الداعشية في المناهج والكتب المدرسية/ د. ذوقان عبيدات

www.rasseen.com/art.php?id=7726f58fd4e6e9641f131188cdf752960f513495

وزارة التربية ترد على د. ذوقان عبيدات